تتت
تتت
الخلاص فى المفهوم الأرثوذكسى
57- الغُصن الذي يُقطَع الإثبات الأول (رو 11، يو 15) مثال الغصن الذي يقطع: بعد أن شبه بولس الرسول اليهود بأغصان طبيعية (قد قُطعت من أصل الزيتونة ودسمها)، قال (ستقول: قطعت الأغصان لأطعم أنا. حسنًا. من أجل عدم الإيمان قطعت، وأنت بالإيمان ثبت) (رو 11: 19، 20). واضح هنا أنه يكلم مؤمنًا، قد ثبت في الزيتونة، وطعم فيها، وصار (شريكًا في أصل الزيتونة ودسمها) (رو 11: 17). فماذا تراه يقول لهذا المؤمن؟ إنه يقول لهذا المؤمن (لا تستكبر بل خف. لأنه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك أيضًا. فهوذا لطف الله وصرامته. أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك أن ثبت في اللطف. وإلا فأنت أيضًا ستقطع) (رو 11: 20، 22). والعبارة الأخيرة (أنت أيضًا ستقطع) هي إنذار لهذا المؤمن بإمكانية هلاكه، إن لم يثب في لطف الله · يشبه هذا المثال ما قاله السيد المسيح في تشبيه نفسه بالكرمة، وتشبيهنا نحن بالأغصان. فالأغصان التي في الكرمة تدل على المؤمنين ولا شك. لأن الغصن هو عضو من أعضاء الكرمة، تسرى فيه عصارتها. فهل يمكن أن يهلك؟ يقول السيد الرب (كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجًا كالغصن، فيجف، ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق) (يو 15: 2، 6) وهذا معناه أن مثل هذا المؤمن غير المثمر سيهلك لا محالة. 58- الشعب العاصي في البرية الإثبات الثاني (عب 3 وعب 4). مثال الشعب العاصي في البرية: يتحدث مار بولس الرسول في هذين الأصحاحين إلى (الأخوة القديسين، شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1). فهل هؤلاء القديسون كانوا من المؤمنين، أم لم يكونوا؟ طبيعي أنهم كانوا مؤمنين ولا شك. هؤلاء يحذرهم الرسول من الارتداد عن الله الحي) (عب 3: 12) وطبعًا التحذير من الارتداد إنما يوجه إلى المؤمنين، وليس إلى غير المؤمنين. هؤلاء الإخوة القديسون، المؤمنون، شركاء الدعوة السمائية. يقول لهم الرسول (لذلك كما يقول الروح القدس: اليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم، كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر) (عب 3: 7، 8). فما هو يوم الإسخاط هذا؟ وما الذي حدث فيه؟ وعلى أي شيء يدل في قضيتنا هذه؟ إن الذين أسخطوا الرب، هم الشعب العاصي في البرية، الذين مقتهم الرب أربعين سنة وقال (أقسمت في غضبى: لن يدخلوا راحتي) (عب 3: 11).وهكذا هلكوا في البرية، وسقطت جثثهم في القفر هؤلاء الذين سقطوا، الذين أقسم الله أنهم لن يدخلوا راحته، الذين أسخطوا الرب في القفر، هل كانوا قد نالوا الخلاص قبلًا أم لم ينالوه؟ يجيب بولس فيقول: (فمن هم الذين إذ سمعوا أسخطوا؟ أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى) (عب 3: 16). إنهم نالوا الخلاص الأول: أنقذهم الرب من العبودية، وشق لهم البحر الأحمر، واجتازوا في وسط الماء -الذي يرمز إلى المعمودية- وعبروا البحر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ولكنهم مع كل ذلك هلكوا في القفر، وفقدوا الخلاص الذي نالوه، وأقسم الرب أنهم لن يدخلوا راحته. أليس هؤلاء يقدمون مثالًا واضحًا عن المؤمنين الذين يهلكون؟ إن هؤلاء العصاة يمثلون بلا شك الذين يرتدون بعد الإيمان فيهلكون. وقد هلكوا بسبب العصيان. وأرض الموعد دخلوها أناس آخرون. (والذين بشروا أولا، لم يدخلوا بسبب العصيان) (عب 4: 6). هذا العصيان الذي يمنع من الدخول إلى راحة الرب، يحذرنا منه الرسول قائلًا (فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها) (عب 4: 11). بل انه يقول أكثر من هذا (فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه) (عب 4: 1). إن قصة هذا الشعب العاصي الذي فقد خلاصه الأول وهلك إنما أعطيت لنا مثالًا لنتعظ، وندرك أنه من الممكن أن يفقد المؤمن خلاصه. (وهذه الأمور جميعها أصابتهم مثلًا، وكتبت لإنذارنا، ونحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. إذن من يظن أنه قائم فلينظر لئلا يسقط) (1 كو 10: 11: 12). * إن قصة هلاك هذا الشعب العاصي، تذكرنا بامرأة لوط التي خلصت من سدوم وهلكت خارجًا. لذلك يقول الكتاب (اذكروا امرأة لوط) (لو 17: 32). 59- إن أخطأنا باختيارنا بعد معرفة الحق الإثبات الثالث (عب 10: 19-32). إن أخطأنا باختيارنا، بعد معرفة الحق: يتكلم بولس الرسول مع نفس (الإخوة القديسين شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1). الذين بعدما أنيروا صبروا على مجاهدة آلام كثيرة، والذين رثوا لقيود الرسول، وقبلوا سلب أموالهم بفرح، عالمين في أنفسهم أن لهم مالا أفضل في السموات وباقيًا (عب 10: 32، 34) فماذا يقول لهؤلاء الذين يبدأ حديثه معهم قائلًا (إذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع)؟ إنه يقول لهم (فانه إن أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين.. فإننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب وأيضًا يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي) (عب 10: 26-31). هذا الإنذار بالهلاك لمن يخطئ من هؤلاء الإخوة المؤمنين القديسين يعطينا فكرة عن إمكانية هلاك المؤمن. لأن بولس الرسول يقول فيه (فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة) (عب 10: 29). نلاحظ هنا أن عبارة (دم العهد الذي قدس به)، تدل على أن هذا الهالك كان مؤمنًا، قد تقدس قبلًا بدم العهد! 60- هلاك المرتدين الإثبات الرابع أمثلة من هلاك المرتدين: هؤلاء المرتدين كانوا من قبل مؤمنين، ثم ارتدوا وهلكوا. والأمثلة في الكتاب المقدس كثيرة توضح هلاكهم. · يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثيئوس (ولكن الروح يقول صريحًا إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحًا مضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم مانعين عن الزواج، وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق) (1 تى 4: 1-3). هؤلاء الذين تبعوا أرواحًا مضلة وتعليم شياطين، قد هلكوا بلا شك ومع ذلك فان عبارة (يرتد قوم عن الإيمان ) تدل على أنهم كانوا مؤمنين من قبل. وهذا مثل واضح عن إمكانية هلاك المؤمن، إذا ارتد، ينطوي تحته جميع الهراطقة والمبتدعين. * ومن أمثلة المرتدين ما ورد في مثل الزارع. إذ قال الرب (والذين على الصخر، هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم أصل، فيؤمنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتدون) (لو 8: 13). لا يمكن أن نصدق أنه يكون خلاص لأولئك الذين على الصخر، الذين يرتدون وقت التجربة ومع ذلك فقد سماهم المسيح نفسه مؤمنين، ولو إلى حين. · ومن أخطر أنواع الارتداد، ذلك الارتداد العام الذي سيحدث قبل مجيء المسيح ثانية. وفي ذلك يقول الرسول عن مجيء المسيح الثاني (لا يخدعنكم أحد على طريقة ما. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). لأنه لا يأتي (أي المسيح) إن لم يأت الارتداد أولا، ويستعلن إنسان الخطيئة ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل من يدعى إلهًا) (2 تس 2: 3). ولا شك أنه في هذا الارتداد العام سيهلك كثير من المؤمنين الذين يرتدون عن الإيمان. ومن أمثلة الهراطقة المبتدعين الفاسدين، الذين يرتدون ويهلكون، ما قال عنهم بطرس الرسول: (لأنه إذا كانوا بعدما نجوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب المخلص يسوع المسيح، يرتكبون أيضًا فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل. لأنه كان خيرًا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم) (2 بط: 20، 21). 61- الذين استنيروا وسقطوا الإثبات الخامس (عب 6: 4- 8) الذين استنيروا وسقطوا: يقول بولس الرسول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضًا (ثانية) للتوبة..) إن الصفات الأولى تدل على إيمان هؤلاء والعبارة الأخيرة تدل على هلاكهم. وهذا إثبات واضح على إمكانية هلاك المؤمن. على أن البروتستانت -للأسف الشديد- يحاولون أن يزعموا أن هؤلاء لم يكونوا مؤمنين!!! على الرغم من استنارتهم وشركتهم مع الروح القدس ومذاقهم المواهب والقوات وكلمة الله!! ولسنا نريد أن نجادلهم كثيرًا، وإنما يكفي أن نقول أن نص الآية يدل على إيمانهم. فعبارة (لا يمكن تجديدهم ثانية) دليل واضح على أنه قد سبق تجديدهم من قبل، أي أنهم كانوا مؤمنين. وهلاكهم واضح في تشبيه الرسول لهم بأرض (مرفوضة، وقريبة من اللعنة التي نهايتها الحريق) (نعم 8). 62- يقين يحتاج إلى ثبات، وله شروط الإثبات السادس يقين يحتاج إلى ثبات، وله شروط: قال القديس بطرس الرسول (لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالأعمال الصالحة) (2 بط 1: 10). إذن فاختيار الله لنا، ودعوته لنا، كل ذلك يحتاج منا إلى اجتهاد بالأكثر، لكي يكون هذا الاختبار ثابتًا.. وإلا، فأن الاختيار لا يثبت..! * يشبه هذا أيضًا قول القديس بولس (وبيته نحن، إن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية) (عب 3: 6). كان هذه الثقة يمكن أن تثبت أو لا تثبت، وتحتاج إلى أن تتمسك بها حتى النهاية. ويعود الرسول فيقول أيضًا (لأننا قد صرنا شركاء المسيح إن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية) (عب 3: 14). هنا شرط واجب علينا، أن نتمسك، حتى النهاية.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ويتابع الرسول كلامه فيحذرنا من أن نقسي قلوبنا وإلا يحدث لنا كما حدث للشعب العاصي الذي هلك في القفر. * هذا الشرط الواجب علينا، يكرره الرسول مرة أخرى في قوله (.. ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه، إن ثبتم على الإيمان متأسسين وراسخين وغير متنقلين عن رجاء الإنجيل) (1: 22، 23). * إنه خلاص من الرب، لنا رجاء فيه،، ولكن الرسول ينذرنا قائلًا (كيف ننجو أن أهملنا خلاصًا هذا مقداره) (عب 2: 3). إذن يمكن أن نهمل الخلاص، فلا ننجو.. 63- يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم! الإثبات السابع (رؤ 13: 7). ما أخطر ما قيل في سفر الرؤيا عن الوحش إنه: (أعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم)..! وعبارة (قديسين) تعنى ولا شك أنهم مؤمنون. فان كان ممكنًا أن ينغلب القديسون، فلنحذر نحن، ولنداوم على الطلبة باستمرار لكي يرحمنا الرب، فلا نهلك.. 64- هلاك ديماس مساعد القديس بولس الإثبات الثامن هلاك ديماس مساعد القديس بولس: كان ديماس أحد مساعدي بولس الرسول، ذكره في رسالته إلى كولوسي (يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس) (كو 4: 14). وفي رسالته إلى فليمون قال (يسلم عليكم مرقس وارسترخس وديماس ولوقا، العاملون معي) (ف 24). يذكره هنا ضمن ثلاثة من أكبر الكارزين العاملين معه منهما اثنان من الإنجيليين الأربعة. واسم ديماس يسبق اسم القديس لوقا الإنجيلي فهل مع كل ذلك لم يكن مؤمنًا. ومع كل ذلك، فان ديماس المؤمن، الكارز العظيم، قد هلك. وقال عنه مار بولس (ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر) (2 تى 4: 10) والبروتستانت يقولون في كتبهم أنه -بعد تركه القديس بولس- صار كاهنا وثنيًا!! باقي الإثباتات حرصًا على عدم التكرار، انظر ما يتعلق بهذا الموضوع من الأدلة التي وردت في باب (الدينونة حسب الأعمال)..
الخلاص فى المفهوم الأرثوذكسى
عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
هذا البحث الذي كتبه نيافة الأنبا شنوده أسقف المعاهد الدينية والتربية الكنسية، بحث يمتاز بالوضوح والدقة والشمول، في موضوع من أهم الموضوعات التي تشغل أذهان المؤمنين في كل العصور، لأنه يتصل بقضية (الخلاص) وهى غاية الإيمان، وتاج الرجاء المسيحي..
فيه ترى التعليم الأرثوذكسي القويم، مؤيدا بمنطق سليم واستخدام صحيح للنصوص المقدسة، كاشفًا الأغاليط..
إنني أشهد أن هذا الكتاب القيم أمكن أن يعالج موضوع (الخلاص) لأول مرة معالجة وافية، تكفي لن تعطي صورة مشرفة صادقة لتعليم كنيستنا الأرثوذكسية في مشكلة الخلاص.
نيافة الأنبا غريغوريوس
عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
علينا أن نجمع كل ما يواجه أبناءنا خارج الكنيسة، من أفكار وتيارات وحروب وشكوك ونقدم لهم ردودًا..
وتكون هذه أيضا مسئولية كنائسنا ومجلاتنا ومفكرينا، بل تكون هذه أيضا مسئولية كلياتنا الإكليريكية .
هذا الجيل الذي نعيش فيه، يحتاج إلى اهتمام خاص بالإيمان. ويكفى كبرهان نظرة واحدة إلى المكتبات والمطبوعات.
وهو جيل لا تصلح له السطحية في التعليم، وإنما يجب إعداد المعلمين بعمق خاص في الفهم والمعرفة والدراسة.
وينبغي أن تكون للخدام دراسات مستمرة تنشط معلوماتهم، وتجعلها مناسبة لجيلهم .
كل عصر له أفكاره، وله الدراسات التي تناسبه.
ولا يجوز أن يعيش الخدام في غير جيلهم، لا يشعرون بالحروب التي يتعرض لها أبناؤهم، بالشكوك الفكرية التي تهاجهم.
وما أجمل قول الرسول : ( كونوا مستعدين في كل في كل حين، لإجابة كل من يسألكم، عن سر الرجاء فيكم )
خدمات الموجة القبطية
خدمات الموجة القبطية