تتت
تتت
الخلاص فى المفهوم الأرثوذكسى
41- ثقة في الله غير محدودة أتسأل: ما هي حدود الرجاء في مراحم الله؟ في الواقع، ليس لهذا الرجاء حدود. فبمقدار ما تكون مراحم الله، هكذا يكون الرجاء فيها. ومادامت مراحم الله غير محدودة، هكذا أيضًا الرجاء في مراحم الله غير محدود. إن الرجاء هو إحدى الفضائل الثلاث الكبار (1 كو 13: 13). St-Takla.org Image: Peace in God, prayer, life of hope and faith, by Tasony Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: السلام في المسيح، الصلاة، حياة الرجاء و الإيمان، رسم تاسوني سوسن St-Takla.org Image: Peace in God, prayer, life of hope and faith, by Tasony Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: السلام في المسيح، الصلاة، حياة الرجاء و الإيمان، رسم تاسوني سوسن وهو -ككل فضيلة- ينمو في الإنسان حتى يصل إلى كماله النسبي فيه ولا يبلغ الرجاء كماله، إلا إذا خلا من كل شك، وتثبيت بكل يقين. وثقة الرجاء تأتي من أمرين: أحداهما يتعلق بالله، والثاني بالإنسان نفسه. أما عن الرجاء -من جهة الله- فهو يبنى على الإيمان بصفات الله، ومعاملاته السابقة، وكفارة دمه، وصدق مواعيده. ومن صفات الله أنه غير محدود في رحمته وشفقته ومغفرته ومحبته، وأنه لا يسر بموت الخاطئ، بل بأن يرجع ويحيا (حز 18: 23). ومعاملات الله السابقة تثبت لنا هذه الصفات.. وكفارة دمه غير محدودة، كافية لغفران خطايا العالم كله من أول الدهور إلى آخرها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). أما وعوده فهي كثيرة وصادقة تفتح أبواب الرجاء واسمه أما التائبين. هذه هي إحدى زوايا الرجاء. ومن ينظر منها إلى الأبدية، يشع أملًا. أما الزاوية الأخرى فهي الإنسان ذاته. فهل نظرة الإنسان إلى ذاته يمكن أن تجلب الثقة بأنه ضامن للملكوت؟ 42- عدم ثقة بإرادتنا الخاصة لست أميل إلى الترتيلة التي تقول (إني واثق..) هي ترتيلة بروتستانتية بلا شك. وعلى الرغم من أن بعض ألفاظها سليمة وصحيحة، إلا أنها -في مجموعة- تعطى تعليمًا بروتستانتيا ًغير سليم. إن سألك أحد (هل أنت واثق؟) فبماذا تجيب..؟ نعم، أنا واثق بدم المسيح، ثقة لا حدود لها. ولكني لا أثق بنفسي. لا أثق بحرية إرادتي، التي ربما تميل إلى الشر. وبعدما بدأت بالروح، ربما أكمل بالجسد (غل 3: 3). ولذلك فان الذين يفقدون الخلاص، يفقدونه ليس بسبب أن الله عاجز عن أن يخلصهم، وإنما بسبب أن أرادتهم الحرة قد انحرفت نحو الشر.. St-Takla.org Image: Orthodox Coptic monk performing prostration صورة: راهب قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يقوم بعمل ميطانية أو سجود St-Takla.org Image: Orthodox Coptic monk performing prostration صورة: راهب قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يقوم بعمل ميطانية أو سجود فهل يفقد الإنسان الرجاء؟ كلا فهذا تطرف وقع فيه قايين -أول خاطئ من بنى آدم- حينما قال (ذنبي أعظم من أن يحتمل) (تك 4: 13). وفي قطع الرجاء وقع يهوذا أيضًا، إذ مضى وخنق نفسه (مت 27: 5). وكما يخطئ الإنسان إذا فقد الرجاء، يخطئ أيضًا إذا اعتمد على رجاء كاذب مبنى على بره الذاتي. ويخطئ كذلك إذا كان في اعتماده على دم المسيح، ينسى اجتهاده واحتراسه، ولا يفعل ما يجعله مستحقًا لفاعلية دم المسيح.. ويخطئ من يظن أنه لا صلة له بالخطية على الإطلاق، وأنه قد تجدد وقد تقدس وأصبح في حياة أخرى لا يمكن فيها أن يخطئ. هذا أيضًا رجاء كاذب ويختفي وراءه لون من البر الذاتي، سواء كان يدرى به صاحبه أو لا يدرى.. إننا نثق بدم المسيح، ونثق بكفارته وفدائه. ولكننا -في داخل أنفسنا- نعترف بأننا خطاة، ونعترف بأنه ما أسهل أن تضيعنا خطيئتنا.. إن الذي يقول (أنا ضامن للملكوت) كأنه يقول: (أنا ضامن إنني سوف لا أخطئ. وإن أخطأت، فأنا ضامن إنني سوف أتوب توبة صادقة مقبولة!! أو لعل مثل هذا يحتج على كلامي ويقول: كلا، سوف لا أتحدث عن التوبة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وإنما إن أخطأت (فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة عن خطايانا) (1 يو 2: 1، 2). نعم، يا أخي. هو كفارة عن خطايانا. ولكن هو أيضًا الذي قال (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3). هل تظن أنه سيشفع فيك دون أن تتوب؟! كلا، إن هذا وهم باطل. فاهتم بأبديتك إذن وتب. وأعرف أن الذي لا يتوب، سوف لا يشفع المسيح فيه. وإنما ينذره قائلًا: (احفظ وتب. فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 3). تواضع إذن يا أخي. وأستمع إلى قول بولس الرسول منذرًا (.. إذن من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط) (1 كو 10: 12). إنك لست أقوى من الذين سقطوا، بل ربما لم تصل إلى شيء من درجتهم بعد، قبل سقوطهم. أنظر ماذا يقول بولس الرسول وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول بولس الرسول، وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي، وسقطوا [عب 6: 4 – 6]. يا للهول، ويا للخوف!! هل وصلت يا من تضمن الملكوت إلى هذه الدرجات العالية التي كانت لأولئك؟! هل استنرت، وصرت شريكًا للروح القدس، وذقت الموهبة السماوية وكلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي؟! ومع ذلك فإن الذين نالوا كل هذه المواهب قد سقطوا. ولم يسقطوا فقط بل هكلوا. لأن الرسول يقول إنه (لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة) ويشبههم بأرض (مرفوضة وقريبة من اللعنة، التي نهايتها للحرق) (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6: 8). 43- هل خلصت أم لم تخلُص؟! St-Takla.org Image: I should glory in the Cross - The Cross of the Millennium - Artwork by Frederick Hart صورة في موقع الأنبا تكلا: أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب يسوع المسيح - صليب الألفية للفنان فريدريك هارت St-Takla.org Image: The Cross of the Millennium, artwork by Frederick Hart - with the verse: "God forbid that I should boast except in the cross of our Lord Jesus Christ" (Galatians 6: 14) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب الألفية، للفنان فريدريك هارت، مع آية: "حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غلاطية 6: 14) - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت قال لي أحد الشبان: (بماذا أجيب إذن، إن سألني شخص قائلًا (هل خلصت أم لم تخلص؟).. أولا يجب أن تدرك أن من يسألك هكذا ليس أرثوذكسيًا خالصًا. لا بُد أن يكون بروتستانتي المذهب، أو على الأقل بروتستانتيًا في بيئته وثقافته. لأن الذي يتجاهل معموديتك، وما نلته من الأسرار المقدسة، ويلقى في نفسك الشك في إيمانك، ويدعوك من الآن إلى الإيمان وإلى الخلاص، كما لو كنت وثنيًا في حياتك السابقة!! مثل هذا، لا يمكن أن يكون أرثوذكسيًا، فلغته تظهره. أما الإجابة على سؤاله فهي: نعم، إنني خلصت في المعمودية من الخطية الأصلية، الخطية الجدية الموروثة. نلت هذا الخلاص الأول بدم المسيح وفاعلية كفارته وفدائه. أما الخلاص النهائي، فنناله بعد أن نخلع هذا الجسد. أننا ما نزال في حرب، (ومصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع.. أجناد الشر الروحية) ( أف 6: 12). وسننال الخلاص عندما نغلب وننتصر في هذه الحرب.. وطالما نحن في الجسد، لا نستطيع أن نقول أننا انتصرنا وخلصنا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). لذلك فالكنيسة المقدسة لا تعيد للقديسين في يوم ميلادهم الجسدي، ولا في يوم انضمامهم إلى الكنيسة، وإنما في يوم نياحتهم، أو استشهادهم، عملا بقول الكتاب (انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتملثوا بإيمانهم) (عب 13: 7). وهكذا في مجمع القديسين في القداس الإلهي، نذكر نفوس جميع الأبرار الذين كملوا في الإيمان، أو اكتملت حياتهم في الإيمان.. نذكر هنا قصة نياحة القديس العظيم الأنبا مقاريوس الكبير الذي طاردت الشياطين روحه بعد خروجها من الجسد، قائلين له (خلصت يا مقاره) وكيف لم يقل (نعم، بنعمة المسيح خلصت). إلا بعد أن دخل الفردوس. 44- إيمان الكنيسة لتكن إجابتكم من إيمان الكنيسة: إن سئلتم سؤالًا عقيديًا، فلا تجيبوا مطلقًا معتمدين على فكركم الخاص أو فهمكم الخاص. فقد قال الكتاب ( على فهمك لا تعتمد) (أم 3: 5). أنت ابن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جاوب إذن بإيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. إيمانها كما يظهر في كتبها الكنسية المعترف بها، وكما يظهر في أقوال آبائها، وفي قوانينها وتقاليدها. وسأنتظر الآن إلى كتابين هامين من كتب الكنيسة هما الخولاجي المقدس eu,ologion والأجبية، وأرى ماذا يعلماننا في موضوعنا هذا.. St-Takla.org Image: Works of Love, Coptic Church faith, Holy Spirit, The Holy Bible, Resurrection of Jesus صورة في موقع الأنبا تكلا: أعمال المحبة، إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الروح القدس، الكتاب المقدس، قيامة السيد المسيح St-Takla.org Image: Works of Love, Coptic Church faith, Holy Spirit, The Holy Bible, Resurrection of Jesus صورة في موقع الأنبا تكلا: أعمال المحبة، إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الروح القدس، الكتاب المقدس، قيامة السيد المسيح إنك تصلى كل يوم في صلاة الغروب وتقول (إذا كان البار بالجهد يخلص، فأين أظهر أنا الخاطئ). ( احسبني يا الله مع أصحاب الساعة الحادية عشرة، لأني أفنيت عمري في اللذات والشهوات، وقد مضى منى العمر وفات). (لكل إثم بحرص ونشاط فعلت، ولكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت، ولكل عذاب وحكم استوجبت). هل في عبارة واحدة من كل هذا، ما يدل على أنك قد خلصت وضمنت الملكوت وانتهى الأمر. أم هي صلوات من نفس منسحقة معترفة بخطاياها، معترفة بأنها تستحق كل عقوبة، طالما الرحمة من الرب؟ بنفس هذا الانسحاق تقف أمام الله في صلاة النوم وتقول (هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من من أجل كثرة ذنوبي، لأن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة. لكن توبي يا نفس مادمت في الجسد ساكنة..). وتوبخ نفسك قائلًا (إذا انكشفت أفعالك الرديئة وشرورك القبيحة، أمام الديان العادل، فأي جواب تجيبي، وأنت على سرير الخطايا منطرحة، وفي إخضاع الجسد متهاونة!؟).. إنه انسحاق العشار الواقف أمام الله في ذلة، وليست كبرياء الفريسي.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). إننا لا نقف كأبرار قد تجدوا وتقدسوا، ونالوا الخلاص، وضمنوا الملكوت إنما في كل صلاة نعترف باستحقاقنا للدينونة ونطلب الخلاص.. وهكذا في صلاة (تفضل يا رب) في صلاة النوم، يتضرع كل منا قائلًا: (أنا طلبت إلى الرب وقلت: ارحمني وخلص نفسي، فإني أخطأت إليك. التجأت يا رب إليك، فخلصني، وعلمني أن أصنع مشيئتك). وصلاة الساعة السادسة نستهلها بقول المزمور (اللهم باسمك خلصني) (مز 53: 1). ونقول فيها (مزق صك خطايانا، أيها المسيح إلهنا ونجنا). وهكذا تعلمك الكنيسة أن تتضرع إلى الرب كل يوم أن يمزق صك لخطاياك، مختتمًا هذه القطعة من الصلاة بقولك (كلامي أقوله فيسمع صوتي، ويخلص نفسي بسلام). إنك نلت خلاصًا في المعمودية من خطيئتك الأصلية، ومات إنسانك العتيق، عندما مت مع المسيح ودفنت معه. ولكنك مع ذلك، ما تزال تخطئ كل يوم. وإن قلت إنك تخطئ تضل نفسك ولا يكون الحق فيك (1 يو 1: 8). أنت تخطئ كل يوم، وأجرة الخطية الموت. إذن فأنت تتعرض للموت كل يوم. وتحتاج في كل يوم إلى الخلاص. تحتاج إلى دم المسيح يوميًا ليطهرك من كل خطية. لذلك تحتاج باستمرار إلى أن تعترف بخطاياك، وتتوب، وتتناول من جسد الرب ودمه الذي (يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه) حسبما تعلمنا صلوات القداس الإلهي. إنه خلاص يتجدد باستمرار، تطلبه كل يوم، وتأخذه في كل توبة وفي كل تحليل يصليه الكاهن على رأسك، وفي كل تناول من جسد الرب ودمه. نرجع بعد هذه المقدمة إلى موضوع الثقة وضمان الملكوت.
الخلاص فى المفهوم الأرثوذكسى
عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
هذا البحث الذي كتبه نيافة الأنبا شنوده أسقف المعاهد الدينية والتربية الكنسية، بحث يمتاز بالوضوح والدقة والشمول، في موضوع من أهم الموضوعات التي تشغل أذهان المؤمنين في كل العصور، لأنه يتصل بقضية (الخلاص) وهى غاية الإيمان، وتاج الرجاء المسيحي..
فيه ترى التعليم الأرثوذكسي القويم، مؤيدا بمنطق سليم واستخدام صحيح للنصوص المقدسة، كاشفًا الأغاليط..
إنني أشهد أن هذا الكتاب القيم أمكن أن يعالج موضوع (الخلاص) لأول مرة معالجة وافية، تكفي لن تعطي صورة مشرفة صادقة لتعليم كنيستنا الأرثوذكسية في مشكلة الخلاص.
نيافة الأنبا غريغوريوس
عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
علينا أن نجمع كل ما يواجه أبناءنا خارج الكنيسة، من أفكار وتيارات وحروب وشكوك ونقدم لهم ردودًا..
وتكون هذه أيضا مسئولية كنائسنا ومجلاتنا ومفكرينا، بل تكون هذه أيضا مسئولية كلياتنا الإكليريكية .
هذا الجيل الذي نعيش فيه، يحتاج إلى اهتمام خاص بالإيمان. ويكفى كبرهان نظرة واحدة إلى المكتبات والمطبوعات.
وهو جيل لا تصلح له السطحية في التعليم، وإنما يجب إعداد المعلمين بعمق خاص في الفهم والمعرفة والدراسة.
وينبغي أن تكون للخدام دراسات مستمرة تنشط معلوماتهم، وتجعلها مناسبة لجيلهم .
كل عصر له أفكاره، وله الدراسات التي تناسبه.
ولا يجوز أن يعيش الخدام في غير جيلهم، لا يشعرون بالحروب التي يتعرض لها أبناؤهم، بالشكوك الفكرية التي تهاجهم.
وما أجمل قول الرسول : ( كونوا مستعدين في كل في كل حين، لإجابة كل من يسألكم، عن سر الرجاء فيكم )
خدمات الموجة القبطية
خدمات الموجة القبطية