يوأنس ( يحنس ) معناه : الله يتحنن . وكاما نسبة إلى كيمى ( مصر ) ومعناها أيضا الأسود . وقد ولد هذا القديس بقرية تدعى ( شبرا منصو ) بمركز كفر الزيات من أبوين مسيحيين خائفين الله وكان وحيد أبواه فأهتما بتربيته فنشأ منذ صغره هادئا وديعا ومحبا لعمل الخير وعندما بلغ سن الشباب أختار له أبواه فتاة عذراء مؤمنة وزوجاه بغير إرادته فلما دخل معها وقف وصلى طويلا طالبا من الله أن يحفظ بتوليته هو والفتاة العروس ثم أخبرها برغبته وقال لها ( أنت يا أختى تعرفين أن العالم يزول وشهوته معه فهل توافقينى على حفظ جسدنا طاهرين ؟ ) فوافقته الفتاة واتفقت رغبتهما وعاشا فترة مثل أخ واخته وكانت عناية الرب تشملهما حتى قرر القديس يوأنس الذهاب إلى البرية للترهب فأخذ الفتاة إلى دير للعذارى وصارت فيما بعد أم فاضلة ومرشدة لعذارى هذا الدير . أما القديس يوأنس فقد ظهر له ملاك وارشده أن يذهب إلى البرية لأحد الشيوخ القديسين بدير القديس مقاريوس وعاش حياة القداسة والفضيلة ثم أعلمه الملاكأن يذهب إلى غرب دير القديس يوأنس القصير ويبنى هناك مسكنا وهناك أجتمع حوله ثلاثمائة راهب وبنوا هناك كنيسة على أسم العذراء وقلالى كثيرة عاشوا فيها حياة التسبيح وحياة الفضيلة وحدث ذات مرة أن ظهرت له القديسة مريم العذراء وأخبرته أن هذا المكان سيكون مسكنا لها وأعطته ثلاث دنانير ذهب ففرح وتعزى وعاش مع أولاده مرشدا لهم ومعلما وفى ذات مرة ظهر له القديس أثناسيوس الرسولى ففرح جدا وقرر أن يذكر إسم القديس أثناسيوس فى تسبحة الثلاثة فتية القديسين ثم أعطاه الله نعمة الكهنوت فرسم قسا وكان يرى مجد الله كمثل نار على المذبح . ولما أكمل سعيه المبارك أسلم روحه الطاهرة فى يدى الرب وحملت روحه الملائكة فكفنوا جسده ودفنوه وسط ترتيل وتسبيح بداخل الدير وما زال جسده الطاهر موجودا بدير السريان العامر الذى يقيم فى تذكار نياحة القديس يوأنس كاما احتفالا بهيجا يستمر فيه التسبيح حتى الصباح كما تكرمه الكنيسة بذكر اسمه فى القداس والتسبحة وتعيد فى 25 كيهك بتذكار نياحته . بركة صلاته فلتكن معنا ...... آمين