كيرلس معناه باليونانية : سيد الشعب وهو القديس كيرلس الأول عمود الدين .. البطريرك الرابع والعشرون على عرش الكاروز مار مرقس تعهده واحتضنه منذ الصغر خاله الأنبا ثأوفيلس البطريرك 23 ، فشب شغوفا بقراءة الكتب المقدسة وسير القديسين فقد كان يقرأ الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل ورسائل الجامعة ورسالة رومية يوميا ، وكان يقرأ أى كتاب فيحفظه . وكان مولعا بالتسبيح والألحان الكنسية مما دفع خاله أن يرسله إلى برية شيهيت ، هناك تسلمه القديس الأنبا سرابيون فنما فى الفضيلة وازداد فى المعرفة الروحية فكان خير تلميذ لمعلم قديس ، ثم استدعاه البابا ثأوفيلس وقام بسيامته قسا ليساعده فى الخدمة ، وظل يخدم البيعة المقدسة حتى انتقل الأنبا ثأوفيلس إلى مساكن النور ، فتوجهت إليه جميع الأنظار وأجمعوا بنفس واحدة على اختياره بطريركا فوضع الأساقفة الأيادى عليه خليفة لمارمرقس ، وخلال فترة رياسته المليئة بالجهاد والتعليم ظهرت أكبر بدعة بعد آريوس ، والتى ابتدعها نسطور ومؤداها أن للسيد المسيح طبيعتين إلهية وإنسانية ، وأنكر أن نلقب العذراء مريم ( بوالدة الإله ) . وكما سبقت العناية الإلهية وأعد الرب أثناسيوس ليفحم آريوس أعد أيضا كيرلس ليقف فى وجه نسطور ، وتصدى البطل الأرثوذكسى لهذه البدعة ، فأرسل إلى معظم كنائس العالم رسالة فى عيد القيامة أوضح فيها اتحاد اللاهوت بالناسوت وأعطاهم التشبيه الرائع اتحاد النار بالحديد مثالا ، فمهما طرق الحداد على الحديد لن تتأثر النار مع كونها متحدة بالحديد ، ثم شرح لقب العذراء ثيؤتوكوس أى ( والدة الإله ) فى عمق ووعى روحى مفندا ما أدعاه نسطور محاولا أن يرجعه عن رأيه بطريقة ودية ، لكن نسطور رفض فأمر القديس عقد مجمع أساقفة الأسكندرية ، وقرروا بالإجماع إدانة نسطور .. حتى اجتمع مجمع أفسس وحرم نسطور ونفى إلى مصر .. وقرر أيضا لإضافة مقدمة لقانون الإيمان بشأن تكريم والدة الإله وهى : " نعظمك يا أم النور الحقيقى ...... " والتى نرددها حتى الآن . وظل هذا القديس يعلم ويكتب فى تفسيرات وحقائق لاهوتية وعقائدة زاخرة ، وقدم لنا قداس مارمرقس الذى وضعه الكاروز بنفسه ، وهو أول قداس استعملته كنيستنا .. ثم أخذه القديس كيرلس فرتبه ونسقه فأعجب به الآباء ونسبوه إليه . وسمى بالقداس الكيرلسى .. ثم استودع روحه بين يدى الآب السماوى ، ومازال جسده المقدس مدفونا بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية .. وتعيد له الكنيسة فى 3 أبيب . بركة صلواته تكون معنا ... آمين . من كلمات القديس كيرلس : + اننا لا نطيق ولا بوجه من الوجوه أن يزعزع أحد الإيمان المحدد ، أعنى دستور الإيمان الذى كتبه اباؤنا القديسون ، ولا نسمح لأنفسنا ولا لغيرنا أن نغير كلمة من الكلمات المسطرة فيه ... أو أن يخالف حرفا واحدا منها . + يا حمل الله الذى بأوجاعك حملت خطايا العالم بتحننك .. أمح آثامنا ... يا وحيد الله الذى بآلامك طهرت أدناس المسكونة بمراحمك طهر أدناس نفوسنا .. يا مسيح الله الذى بموتك قتلت الموت الذى قتل الجميع بقوتك أقم موت نفوسنا .