بولا يعنى : الصغير . وهو القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح ، وكان له أخ يدعى بطرس وبعد وفاة والدهما طمع الأخ الأكبر بطرس فى النصيب الأكبر بحجة أنه أكبر منه سنا فتضايق بولا ( بولس ) ولم يتفقا معا فذهب إلى الحاكم ، وفى الطريق وجد جنازة لرجل غنى فقال فى نفسه : ( مالى إذن وأموال هذا العالم الفانى الذى سأتركه ) فترك أخاه وترك الميراث وخرج إلى البرية وطلب من الرب أن يرشده إلى الطريق الذى فيه خلاصه ، فأرسل إليه الرب ملاكا وسار معه إلى البرية الشرقية وأقام فيها مدة حياته كلها . وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة فى كل يوم ، ويشرب من نبع مجاور للمغارة ، وعاش القديس حياة الصلاة والنسك وعبادة الرب ، حتى أراد الله أن يكشف للعالم عن شخصيته فأرسل ملاكه إلى القديس انطونيوس الذى كان يظن أنه أول من سكن البرية ، وقال له : ( يوجد فى البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم كله وطأة قدميه ، وبصلاته ينزل الرب المطر والندى على الأرض ) . فلما سمع القديس انطونيوس قام لوقته وسار فى البرية مسافة يوم حتى وصل إلى مغارة القديس ، وتقابل معه وتحدثا بعظائم الأمور حتى المساء فجاء الغراب وأحضر خبزة كاملة وطار . وهذه علامة على عناية الله بقديسيه ، ثم علم القديس بولا بوقت خروجه من الجسد فطلب إلى القديس انطونيوس أن يذهب لإحضار حلة البابا أثناسيوس الرسولى ، ولما عاد القديس انطونيوس فى طريقه رأى الملائكة تحمل روح القديس الأنبا بولا متهللة ، ولما وصل إلى المغارة وجده قد أسلم الروح ساجدا بوجهه على الأرض .. وفيما هو يفكر فى طريقة دفنه وجد أسدين قد دخلا عليه وأخذا يحفران مكانا فدفن فيه جسد القديس وعاد بسلام وكان ذلك عام 341 م. وأخذ القديس انطونيوس الثوب الليف وأعطاه للبطريرك الأنبا أثناسيوس الذى كان يرتديه فى الأعياد الكبرى . وتعيد الكنيسة فى يوم 2 أمشير بعيد نياحته وتذكره يوميا فى القداس والتسبحة . صلاته تكون معنا ... آمين . من كلمات القديس الأنبا بولا : من هرب من الضيقة .. فقد هرب من الله .