
نال القديس هذا اللقب لكثرة الآيات والعجائب التى أظهرها الله على يديه فمنذ ولادته بمدينة قيصرية تعلم الحكمة حتى فاق كثيرين من أمثاله ... وكان أسمه الأول ثيؤدوروس ، وسمى غريغوريوس عند رسامته أسقفا .. وقد ذهب للدراسة فى قيصرية فلسطين ، وهناك التقى مع العلامة أوريجانوس فتعلم على يديه الفلسفة المسيحية واللاهوت ، وتفسيرات الكتب المقدسة .. وذهب أيضا إلى الأسكندرية ثم عاد ثانية إلى موطنه الأصلى ، وبدأ يحيا حياة روحية مع الله حتى أراد أسقف بلدته اختياره ليساعده فى أعمال الأسقفية ، لكن القديس هرب إلى البرية وتفرغ للعبادة ، ولما تنيح الأسقف طلبوه لتعيينه خلفا له ، فلم يعرفوا له مكانا ، وحدث أثناء اجتماع الشعب مع القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس سمعوا صوتا يقول : ( اطلبوا ثيؤدوروس السائح ، وأقيموه أسقفا عليكم ) . وظلوا يبحثون عنه ، فلم يعثروا عليه ، فاستقر رأيهم على أن يأخذوا انجيلا ويصلوا عليه صلاة التكريس كأنه حاضر ، ودعوه غريغوريوس ، بعدها ظهر ملاك الرب لهذا القديس فى البرية وقال لهم : ( قم وأذهب إلى بلدك فقد كرسوك أسقفا عليهم ) . فقام لوقته واستقبله الشعب بكرامة عظيمة . ومن الآيات والعجائب التى ظهرت على يديه أنه كان لأخوين بحيرة سمك ، ووقع بينهما خلاف عليها ، فذهبا إلى القديس غريغوريوس ليفصل بينهما فحكم أن يقسم المحصول مناصفة بينهما ، وإذ لم يقبلا حكمه جف ماء البحيرة وصارت أرضا زراعية . وقبل نياحته افتقد شعب إيبارشيته وتأسف لأنه مازال بها سبعة عشر وثنيا ، لكنه شكر الرب لأنه تذكر أنه عند حضوره إليها لم يكن بها سوى سبعة عشر مؤمنا بالمسيح . وذاع صيته فى جميع أقطار الأرض حتى تنيح بسلام . وتعيد الكنيسة فى 21 هاتور بيد نياحته . بركة صلواته فلتكن معنا آمين . من كلمات القديس غريغوريوس صانع العجائب : + إنها عطية الله أن يجنى الإنسان ثمار تعبه بالفرح .. مثل هذا الإنسان لا يعانى من الإنزعاج ولا يستعبد للأفكار الشريرة بل يقيس حياته بلأعمال الخير . + خير أن تتلقى توبيخا من حكيم عن أن تسمع جوقة كاملة من التعساء فى أغانيهم لأن ضحك الجهال يشبه فرقعة أشواك كثيرة تحترق فى نار متقدة . + الحكمة تعين أكثر من فريق من أقوى رجال المدينة وهى غالبا ما تغفر بالحق للذين يخفقون فى أداء الواجب .