غريغوريوس تعنى باليونانية : ساهر وقد سمى بهذا الإسم كثيرون أشهرهم ثلاثة قديسين عظماء هم : غريغوريوس الثيؤلوغوس ( الناطق بالإلهيات ) : لقب بالناطق بالإلهيات لمعرفته العميقة بالدين .. وقد ولد فى مدينة نيازنيرا من أب قديس بنفس الإسم ، وكانت أمه سيدة تقية وقديسة تدعى ( نونى ) وهما قديسان تكرمهما الكنيسة ، وطلبت الأم من الرب أن يرزقهما ولدا ، فأستجاب لها وأنجبت هذا القديس ، ونشأ فى بيت تقى تحت رعاية أم تعتنى بحياته الروحية كما تدبر شئونه الجسدية ، حتى بلغ سن الشباب فذهب للدراسة فى أثينا حيث تقابل مع صديقه الحميم القديس باسيليوس الكبير ، ولما عاد إلى بلده بدأ يحيا حياة النسك ، ثم ذهب ليعيش مع صديقه باسيليوس فى حياة الخلوة والتأمل فى المكان الذى أنشأه فى بنطس ، ولكن حياة الخلوة لم تستمر فقد ذهب تحت إلحاح والده الشيخ واصرار الشعب ، وقبل سيامته قسا ليساعد والده فى الخدمة ، وأختير صديقه باسيليوس أسقفا على قيصرية الكبادوك ، ثم رسم هو أسقفا على مدينة صغيرة تدعى سازيما ، لكنه لم يدخلها بل هرب إلى الجبال ليختلى هناك ، وظل مختليا حتى دعته الكنيسة الأرثوذكسية بعد أن انتشرت البدع والهرطقات بها ولا سيما بدعة الأريوسيين فبعث الإيمان الأرثوذكسى القويم إلى الحياة فى النفوس ، وتسلح القديس بالصبر والوداعة والحب ، وصار يعلم بموهبة نادرة وإرشاد الهي حتى عقد المجمع المسكونى الثانى ، وكان له فيه دورا كبيرا ، ثم عاد إلى موطنه نيازينزا وعكف على العبادة بالروح والحق ، وكتابة العديد من المؤلفات حتى أعطته الكنيسة لقب ( ثيؤلوغوس ) أى ناطق بالإلهيات لعظاته وكتاباته المشهورة عن إثبات لاهوت المسيح وعقيدة التثليث والتوحيد . من تلاميذه المشهورين القديس ايرونيموس ( جيروم ) . وقد بلغت كتاباته خمسة وأربعين مقالا ، ومائتين وأثنى عشرة رسالة روحية وثمان وسبعون قصيدة لاهوتية ، وسبع وتسعون قصيدة عن شخصيات مختلفة ومائة وتسع وعشرون عبارة مكتوبة على النصب التذكارية . وبعد جهاد طويل أسلم روحه الطاهرة عام 391 م. وتعيد له الكنيسة اللاتينية فى 9 مايو . وتعيد له الكنيسة القبطية فى 24 توت . بركة صلواته فلتكن معنا .. آمين . من كلمات القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات : + لقد أعطيت كل مالى إلى الذى أخذته منه ، وقد اتخذته وحده نصيبا لى . + إن العمر كيوم واحد بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يعملوا بشوق . + خلقتنى إنسانا كمحب للبشر ولم تكن أنت محتاجا إلى عبوديتى .. بل أنا محتاج إلى ربوبيتك .. من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى إذ لم أكن .. أقمت لى السماء سقفا .. وثبت لى الأرض لأمشى عليها .. من أجلى ألجمت البحر .. من أجلى أظهرت طبيعة الحيوان .. أخضعت كل شىء تحت قدمى ..