موسى معناه فى العبرية المنتشل من الماء . وهو القديس القوى فى الجسد والقوى فى التوبة أيضا القديس موسى الأسود الذى بدأ حياته وشبابه بعيدا عن الله فى حياة تسودها القوة والعنف فقد كان موسى يتمتع بقوة جسدية خارقة تجعله أشبه بالمارد العملاق لا يبالى بشىء حتى أنه كان فى عمله كعبد عند أحد الأغنياء كثير الشغب وسىء السلوك مما جعل سيده يطرده من خدمته فأنطلق إلى حياة الشر وعاش فى الجبال وجمع حوله مجموعة لصوص تولى قيادتهم وعاث فى الأرض فسادا يسرق وينهب ويقتل حتى أنه كان يضرب به المثل فى الشر ولكن الكتاب المقدس يقول " حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا " فقد ذكر عنه أنه أختلى ذات يوم فى الجبل وكان ينادى الشمس قائلا ان كنت أنت الإله فعرفينى وأنت أيها الإله عرفنى ذاتك فسمع من يقول له : [ أذهب إلى رهبان برية شيهيت وهم يخبرونك عن الإله الحقيقى ] فقام وذهب على حيث رهبان شيهيت وتقابل مع القديس ايسيذورس بعد أن تأكد من صدق نيته وبدأ يحدثه عن الله وعلمه مبادىء الإيمان وأعترف موسى بخطاياه أمام الجميع فكان صادقا فى توبته حتى أن القديس مقاريوس كان يرى لوحا عليه كتابة سوداء وكلما اعترف موسى بخطية ما مسحها ملاك الرب حتى صار اللوح كله أبيض عند الإنتهاء من الإعتراف ثم نال سر المعمودية ودأ فى حياة أخرى جديدة فسار فى طريق القداسة والجهاد الروحى حتى أنه بعد ست سنوات ضعف جسده لكنه كان قد صار قويا فى الروح فأعطاه الله نعمة وحكمة ومعرفة جعلته يصير بعد ذلك معلما ومرشدا للآخرين فصار أبا للرهبان ورسمه البابا ثاؤفيلس قسا وكان يتمتع بفضائل عديدة ظهرت واضحة فى مواقف مختلفة نذكر منها موقف أحد الأخوة كان قد أخطا فأنعقد بسببه مجلس من الآباء لإدانته وأرسلوا إلى الأنبا موسى ليحضر فأمتنع عن الحضور فأتى إليه قس المنطقة وأخذه قائلا ( الجميع ينتظرونك ) فقام وأخذ كيسا مثقوبا وملأه رملا وحمله وراء ظهره والرمل يتساقط منه فلما رآه الآباء قالوا له : ما هذا أيها الأب الطوباوى ؟ فقال : ( هذه خطاياى وراء ظهرى تجرى دون أن ابصرها وقد جئت اليوم لإدانة غيرى على خطاياه ) . فلما سمعوا إنتفعوا وغفروا للأخ ولم يحزنوه فى شىء . وما أكثر فضائله التى تحلى بها حتى أصبحت سيرته تعزية للخطاة والتائبين وظل قدوة للآخرين فى حياته وبعد وفاته . عندما أختار القديس أن يموت شهيدا قائلا : ( أن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون ) فلما هجم البربر على الدير ووقف القديس موسى ولم يهرب قائلا منذ سنوات وأنا أنتظر هذا اليوم فدخل البربر وقتلوه ومعه سبعة آخرين فنالوا إكليل الشهادة وكان القديس موسى الأسود قد بلغ خمسة وسبعون عاما قضى منها فى البرية أكثر من أربعون عاما ، وبعد إستشهاده دفن بجواره معلمه أنبا ايسيذورس وما زالت فاته المقدسة موجودة مع معلمه فى مقصورة واحدة بدير البراموس العامر . وتعيد الكنيسة فى 24 بؤونة بعيد نياحته كما تذكره يوميا فى مجمع القداس والتسبحة اليومية بركة صلاته تكن معنا ... آمين . من أقوال القديس موسى الأسود : + من يذكر خطاياه ويقر بها لا يخطىء كثيرا أما الذى لا يتذكر خطاياه ولا يقر بها يهلك بها . + احفظ لسانك ليسكن فى قلبك خوف الله . + كن مداوما على سير القديسين لكى تأكلك غيرة اعمالهم . + الذى يعتقد فى نفسه أنه بلا عيب فقد حوى سائر العيوب .