ما هو التقليد ؟

عصام نسيم

مقالات في نقد كتاب - نقد التقليد الارثوكسي .

المقال الأول

ما هو التقليد ؟

! بعد قراءة صفحات قليلة من كتاب نقد التقليد الارثوذكسي تكتشف سريعا أن الكاتب كان لديه مشكلة كبيرة أثرت على الكتاب نفسه وهي مفهوم الكاتب عن التقليد المقدس ؟!!

فكاتب كتاب نقد التقليد لا يعرف ما هو التقليد ولم يضع في مقدمة كتابه مفهوم التقليد رغم أنه شرح مفهوم الكنيسة والارثوذكسية ( طبعا باختصار مخل يخدم فكرته التي قام عليها الكتاب ) لكنه رغم ذلك لا يشرح للقارئ والذي من المفترض أنه غير مسيحي لا يعرف شيء عن مفهوم التقليد أو شروطه وراح يضع فرضيات واحتمالات ونتائج واستنتاجات من عنده ليقوم في النهاية أن التقليد ليس تقليد !!! فعلى سبيل المثال .

اي عبارة قالها شخص من الآباء بغض النظر عن صحتها أو أصالتها هي بالنسبة للكاتب تقليد !! اي فكرة جاءت في كتاب لكتاب متحدثين ربما بعضهم يتبع فكر ليبرالي يطعن في الكتاب المقدس نفسه وهم كتاب غربيين أيضا بالنسبة للكاتب تقليد !!!

أيضا عدم أمانة النقل وعدم الرجوع الي مصادر متنوعة في كتابه خاصة في موضوع مهم جدا مثل التقليد فجاءات استشهادته قصاصات من كتب غربية حديثة أو اقططاعات من كتب خاصة بتاريخ الكنيسة أو اقوال الاباء فقط لتخدم فكرته التي يريد أن يوصلها من خلال هذا الكتاب .!!!

نقطة أخرى مهمة لفتت نظري في هذا الكتاب عن تأثر الكتاب بمحادثات الدين المقارن في غرف البال توك أو بعض المنتديات وظهر هذا بوضوح في الجزء الخاص بنقد كتابة القديس مرقس الرسول لانجيله وراح يشكك في نسب انجيل مرقس الي مارمرقس الرسول تحت عنوان الدليل الداخلي ص 18 وراح يدعي أن كاتب الانجيل ليس من فلسطين لأنه أخطأ في جغرافية فلسطين في معجزة قرية الجدريين وخروج الشياطين الي الخنازير ولست هنا أرد على هذا الكلام والذي سيأتي في حينه ولكني أوضح طريقة الكاتب في الطعن في أدلة داخلية تؤكد أن كاتب انجيل مرقس هو مرقس الرسول !!

فهذا هو مستوى أدلة الكاتب والتي كما ذكرنا توضح لنا تأثره الشديد بحوارات البال توك !!! وهي شبهات منها العشرات وربما المئات ضد جميع الأناجيل وليس انجيل مرقس فقط وقد تم الرد عليها كلها !!

وكما ذكرنا غاب عن كاتب كتاب - نقد التقليد الارثوكسي - مفهوم التقليد والذي لا تراه في صفحات الكتاب ولا تعرف اي تقليد يتحدث عنه ؟! وبالطبع كان على كاتب كتاب نقد التقليد أن يعرف الاتي:

ليس التقليد عبارة أو حتى تعليم قاله أحد الآباء فهذا ليس تقليد على الاطلاق.
فهناك ما يعرف بالإجماع الاباءي فالاجماع هو المقبول داخل كنيستنا فحتى في التعليم العقيدي واللاهوتي غير مقبول أن يؤخذ راي منفرد لأحد الآباء أو كان يناقض باقي الآباء أو حتى الكتاب المقدس أو الليتورجيا .!!

ثانيا - ليس كل رأي أو فكر للاباء تقليد .
قالتثليد أكبر وأعظم وأشمل من هذا تقليد الكنيسة هو ما سلمته وتسلمته الكنيسة على مدار 2000 سنة .

تقليد الكنيسة يشمل عقيدتها والتي تسلمته الكنيسة من رب المجد نفسه من خلال الآباء الرسل وهو ما يعرف بالتقليد الرسولي . ثم يأتي تقليد الكنيسة المتراكم على مدار تاريخها والذي يشمل تعاليم وطقوس وشروحات خاصة بإيمان الكنيسة وضعه وحرسه آباء الكنيسة الامناء. فمن قبل الأناجيل السليمة ورفض الأناجيل المنحولة هم آباء الكنيسة من خلال تقليدها.

ومن حفظ ايمان الكنيسة ضد البدع والهرطقات هم آباء الكنيسة من خلال التقليد الذي تسلموه بالتعليم السليم ...وهكذا . إذن لكي نحكم في اي قضية هامة يجب أن نلجأ الي تقليد الكنيسة الشامل الجامع وليس مجرد عبارات مبتورة أو آباء حديثة كما سنوضح في مقالات قادمة أن شاء الرب .
وهذا ما لم يلتزم به الكاتب الذي ادعى الأكاديمية في بحث ادعى أنه في النهاية استنتج هرطوقية الكنيسة !!! الخلاصة من القراءة السريعة فهذا الكتاب هو افتقاره للمعلومات والمعرفة الخاصة بالكنيسة وتقليدها والسعي لإثبات فكرة واحدة يدور حولها الكتاب بأدلة واهية ضعيفة كما سنوضح .
الاستنتاج السريع من قراءة هذا الكتاب أن كاتب كتاب نقد التقليد لم يعرف أو يشرح أو يوضح لنا أي تقليد يقصده ؟!!

هذه مجرد مقدمة لمقالات سنتكلم فيها عن أهم الادعاءات التي جاءت في كتاب - نقد التقليد الارثوذكسي -

+++++++++++++++++++++++++

المزيد من مقالات : الصخرة الأرثوذكسية

"ها أنا آتي سريعًا. تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك"
( رؤ3: 11)

هذه الوصية ترن عاليًا في أذان كنيستنا القبطية.. إننا حريصون كل الحرص على الإكليل المُعد لكلٍ منا في الأبدية.. لذلك تحافظ كنيستنا المجيدة على ( ما عندها) من إيمان، وصلاة، وتسبيح، وجهاد روحي عميق .. لننال أكاليل النعمة غير المغلوبة في اليوم الأخير