الايمان الواحد وصحة التعليم
علم اللاهوت
هو العلم الذى يتحدث عن الله تبارك اسمه، ولا يجوز أن يتحدث عن الله، إلا الذى عرفه أو على الأقل من قد تتلمذ على الذين عرفوه.
ويحتاج علم اللاهوت إلى دقة فى التعبير، ودقة فى التفسير، ومعرفة بالمصادر، التى يعتمد عليها، ويثق الكل بصدق إيمانها.
ونحن ككنيسة تقليدية Traditional وكنيسة محافظة Conservative نحافظ على الإيمان الرسولى، المسلم لنا من القديسين (يه 3:1)، ولا نبتدع شيئاً فى الدين، ولا ننقل التخم القديم الذى وضعه آباؤنا (أم 28:22).
والإيمان فى الكنيسة هو "إيمان واحد" (أف 5:4). والكنيسة تذكرنا كل يوم بهذا الإيمان الواحد، فى قطعة نصليها باكر كل يوم من (أف 5:5). هذا الإيمان الواحد، هو إيمان كل عضو من أعضاء الكنيسة، ومصدره الأساسى هو الكتاب المقدس. ثم أقوال الآباء القديسين، وقوانين المجامع المقدسة المعتمدة، وما تسجله فى كتب البيعة، وبخاصة كتب الطقس الكنسى. وكلها موافقة للكتاب المقدس، وتسمى فى مجموعها بالتقاليد الكنسية. والميزان الذى نزن به التقليد السليم، إشتراط هام هو موافقته للكتاب المقدس.
وفى ذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما" (غل 8:1-9).
ولذلك كانت الكنيسة حريصة جداً فى عصورها الأولى، منذ أيام الرسل، على سلامة التعليم، حفظاً لسلامة الإيمان. وهكذا يقول القديس بولس الرسول لتلميذه القديس تيطس أسقف كريت: "وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح" (تى 1:2).
وهذا التعليم الصحيح كان يتسلمه الآباء الأساقفة الأول من الرسل مباشرة، ليسلموه لأجيال أخرى أمينة على التعليم، فينتقل من جيل إلى جيل. وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "وما سمعته منى بشهود كثيرين، أودعه أناساً أمناء، يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً" (2تى 2:2).
مهمة التعليم هى عمل الإكليروس
كان التعليم هو مهمة الآباء الرسل، ومن بعدهم تلاميذهم من الآباء الأساقفة والكهنة، ثم الشمامسة. ولم يكن مطلقاً مهمة العلمانيين. السيد المسيح سلم مهمة التعليم للآباء الرسل، إذ قال لهم: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم... وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 19:28-20). وقال لهم أيضاً: "إذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 15:16)، ولم يقل لعامة الناس.
واعتبر الرسل أن مهمة الكرازة، والتعليم، وخدمة الكلمة، وتسليم الإيمان، هى مهمتهم الأساسية. وقالوا فى هذا: "وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة" (أع 4:6). وقال القديس بولس الرسول: "... بواسطة الإنجيل الذى جُعلت أنا له كارزاً ورسولاً ومعلماً للأمم" (1تى 11:1)، "كارزاً بملكوت الله ومعلماً" (أع 31:28).
وقد سلم الرسول مهمة التعليم والكرازة لتلاميذه الأساقفة، فقال لتلميذه القديس تيموثاوس: "إكرز بالكلمة... عظ بكل أناة وتعليم" (2تى 2:4)... وقال لتلميذه تيطس الأسقف: "تكلم بهذه، وعظ ووبخ بكل سلطان" (تى 15:2)، وانتقل عمل التعليم أيضاً إلى القسوس، ورجال الكهنوت عموماً، ذلك لأنه "من فم الكاهن تُطلب الشريعة" (ملا 7:2).
ومن مجموعة الآباء الأساقفة، كانت تتشكل المجامع المقدسة، التى لها سلطان التشريع والتقنين فى الكنيسة المقدسة. وكثير من الآباء الأساقفة كانت إجاباتهم فى شئون الدين، تعتبر قوانين مقدسة، تعترف بها الكنيسة الجامعة. أما أمور الإيمان والعقيدة، فكانت مهمة الكنيسة، ممثلة فى مجامعها وأساقفتها، ويشرحها الآباء الكهنة ويفسرونها للناس. أما العلمانيون فكانوا بإستمرار فى موقف المتعلمين. ولم يصر رجال الكهنوت معلمين فقط من فوق منابر الكنائس، وإنما أيضاً فى موقف الإرشاد الروحى فى الإعترافات وما إليها. وأمور الإيمان والعقيدة، لا يجوز فيها للمعلمين أن يعلموا آراءهم وأفكارهم الخاصة، وإنما يعلمون الثابت فى عقيدة الكنيسة، كما هى مسلمة لهم، لأنه لو أعطيت الحرية لكل إنسان، أن ينشر أفكاره الخاصة، لتعددت مذاهب التعليم، ولا يمكن أن نسمى هذه بعقيدة الكنيسة.
كل إنسان حر فى عقيدته، وقد تنحرف حرية الإعتقاد، ولكن هذه كلها تكون خارج إيمان الكنيسة الواحد. والكنيسة المحافظة على الإيمان، الساهرة عليه، لا تسمح بهذا، ولا تعطى سلطة التعليم لكل أحد، وتراجع أقوال المعلمين على الإيمان المسلم للقديسين، ويبقى قول بولس الرسول: "ان كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن اناثيما" (غل 9:1) ميزاناً ثابتاً... وأحياناً يكون سبب الخطأ فى الإيمان أو فى التعليم، هو الخلطـة مع مذاهب أخرى، والتأثر بها وبمعلميها، أو التتلمذ على أولئك أو على كتبهم. وأحياناً يكون السبب فى ذلك هو الإعتداد بالفكر الخاص، وعدم قبول تغييره، وعدم طاعة الكنيسة فى ذلك، وربما يكون السبب هو وجود كبرياء فى القلب، تقنع شخصاً بأنه على حق، وكل ما يعارضه مخطئ، وأنه يفهم ما لا يفهمه غيره... وقد كانت الكنيسة طوال تاريخها، فى ملء الحرص على سلامة التعليم، يكفى أن قساً فى الإسكندرية - هو أريوس - بسبب تعليمه الخاطئ، تدخل البابا القديس بطرس خاتم الشهداء، والبابا الكسندروس، الذى عقد مجمعاً لذلك فى الإسكندرية، حضره مائة أسقف من أساقفة الإسكندرية وليبيا، ثم عقد المجمع المسكونى فى نيقية سنة 325م. الذى حضره 318 أسقفاً، من كافة أنحاء العالم المسيحى، وكل ذلك من أجل قس أخطأ فى التعليم، وصارت هناك خطورة من إنتشار تعليمه. ولم يقل أحد: تترك الأمر لحرية الإعتقاد...
من أجل بحث الخلافات لعقائدية، وُجد علم اللاهوت المقارن. ومن أجل الوصول إلى وحدة فى الإيمان، وُجد الحوار اللاهوتى. وفى ظل الحوار اللاهوتى نقدم هذا الكتاب، بكل حب، وبطريقة موضوعية بحتة، دون أن نجرح شعور أحد. فنحن نؤمن بروحانية الحّوار اللاهوتى، وموضوعيته.
ملاحظة هامة... ليس الكل تعليماً واحداً
نحن فى هذا الكتاب نتكلم عن الإطار العام للبروتستانتية?. ولكن داخل هذا الإطار توجد بعض التفاصيل التى يختلفون فيها. فمثلاً فى المعمودية : الإطار العام عند البروتستانت هو عدم إعطاء المعمودية أهمية فى موضوع الخلاص، فالخلاص عندهم بالإيمان. ولكن من جهة التفاصيل : البعض يؤمن أن المعمودية بالرش، والبعض يراها بالتغطيس، والبعض يوافق على الأمرين... وكذلك البعض يوافق على معمودية الأطفال، والبعض لا يوافق. ولكننا نبحث الأمر من الناحية الموضوعية، دون أن نقصد طائفة بروتستانتية معينة... وهكذا مع باقى الخلافات...
مجمل خلافتنا مع البروتستانت الخلافات كثيرة : بعضها فى العقيدة والايمان، وبعضها فى الطقوس، والبعض الثالث فى النظام الكنسى، وفى أمور العبادة... وأهم الخلافات بيننا وبين البروتستانتية ما يلى :
1- اعتقادهم بالطبيعتين والمشيئتين فى السيد المسيح بينما تؤمن الكنيسة القبطية، أن طبيعة السيد المسيح اللاهوتية وطبيعته الناسوتية، متحدتان معاً فى طبيعة واحدة، هى طبيعة الكلمة المتجسد. ونحن نؤمن أن السيد المسيح كامل فى لاهوته، وكامل فى ناسوته، وأن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، لذلك لا نتكلم مطلقاً عن طبيعتين بعد الاتحاد، هذا التعبير الذى بسببه رفضنا مجمع خلقيدونية سنة 451م.
2- انبثاق الروح القدس يعتقد البروتستانت مثل الكاثوليك بإنبثاق الروح القدس من الآب والابن، وهذا مخالف لعقيدة كنيستنا، التى تؤمن بإنبثاق الروح القدس من الآب وحده، حسبما ورد فى (يو 26:15).
3- عدم إيمانهم بأسرار الكنيسة السبعة وإن وجد عندهم شئ من ذلك، لا يسمونه سراً. مثال ذلك: يوجد زواج عند البروتستانت، ولكنه مجرد رابطة أو عقد بين اثنين، وليس سراً كنسياً. كذلك توجد عندهم معمودية، ولكنها ليست سراً كنسياً بكل فاعليته... ويسمونها فريضة.
4- لا يؤمنون بالتقليد Tradition أو التسليم الرسولى فهم لا يؤمنون إلا بالكتاب المقدس فقط، ولا يقبلون كل القوانين الكنسية، ولا المجامع المقدسة وقراراتها، ولا يلتزمون بتعاليم الآباء. وبالتالى لا يقبلون كل ما قدمه التقليد من نظم كنسية.
5- لا يقبلون الكهنوت فهم إما ينادون بكاهن واحد فى السماء وعلى الأرض، هو يسوع المسيح، دون أى كهنوت للبشر، وإما أن يقولوا إننا جميعاً كهنة، ولا فارق فى ذلك بين إنسان وآخر، ومن يدعى (قساً) من الطوائف البروتستانتية، لا يقصد به أنه كاهن، إنما هذا لقب يعنى عندهم أنه خادم أو راع، أو معلم، وليس كاهناً يمارس الأسرار الكنسية. وإن كانوا لا يؤمنون بالكهنوت، فمن باب أولى لا يؤمنون برئاسة الكهنوت، ويرون أن الكنيسة هى جسد واحد، له رأس واحد هو يسوع المسيح، ولا توجد رئاسة كهنوت من البشر، بحيث يرون رئاسة المسيح للكنيسة لا تسمح بوجود رئاسات بشرية. ونتيجة لهذا لا يؤمنون طبعاً بسلطان كنسى أيا كان... نستثنى من كل هؤلاء الانجليكان أو الاسقفيين، الذين توجد فـى كنيستهم، درجات الأسقف والقس والشماس، ولهم أيضاً رؤساء أساقفـة، مثـل رئيس أساقفة كانتربرى، ورئيس أساقفة يورك وغيرهما. ولكنهم يعتقدون بزواج الأساقفة، وقد رسموا حالياً قسوساً من النساء، وأسقفاً إمرأة، وقد وضعنا كتاباً خاصاً عن الكهنوت يمكن الرجوع إليه.
6- خلافات كثيرة فى موضوع الخلاص من أهمها التركيز فقط على الإيمان، وعدم الاهتمام بكل ما عداه، وهنا يعتمدون على عبارة "آمن بالرب يسوع فتخلص..." (أع 31:1). ويرون أنه بمجرد إيمان الانسان يخلص، فى نفس لحظة إيمانه، وكأنهم بهذا ينكرون الأسرار اللازمة للخلاص، مثل المعمودية والتوبة، وينكرون دور الكنيسة فى موضوع الخلاص، الذى يعتبرونه مجرد علاقة مباشرة مع الله. ومن ضمن الموضوعات التى هى مجال خلاف: مدى إمكانية هلاك المؤمن إذا ارتد، فيرون أن المؤمن لا يمكن أن يهلك مهما سقط. ومن الخلافات البارزة فى موضوع الخلاص، مسألة الإيمان والأعمال. ففى تركيزهم على الإيمان يُغلبون جانب الأعمال، وفى اهتماهم بعمل النعمة، ينكرون لزوم الجهاد، وأكثر هؤلاء بعداً عن التطرف من يقولون أن الإيمان ينبغى أن يكون إيماناً عاملاً بالمحبة (غل 6:5).
7- ينكرون الطقوس البروتستانتية ضد الطقوس، وبالتالى لا يعترفون بأية ليتورجيات (صلوات طقسية)، لا يستخدمون ما عندنا من كتب طقسية، مثل: القطمارس، والابصلمودية، وصلوات اللقان، وطقس السجدة، وطقوس البصخة والشعانين، والطقوس التى تصاحب كل سر من أسرار الكنيسة، وما إلى ذلك.
8- خلافات فى المعمودية لعل من أهمها لزوم المعمودية للخلاص، كذلك لزوم المعمودية للأطفال، ولا يؤمنون بكل فاعلية المعمودية، ولا علاقة المعمودية بالولادة الجديدة، وبالتبرير وغفران الخطايا، وهكذا تتحول المعمودية فى البروتستانتية إلى اسم بلا مفعول، لأن كل ما ننسبه إلى المعمودية من فاعلية، ينسبونه كله إلى الإيمان، وكأنها أصبحت مجرد علامة أو مجرد طقس، بينما هم لا يؤمنون بالطقوس... ومع ذلك ليس كل البروتستانت إيمان واحد فى المعمودية، فمنهم من يوافق على معمودية الأطفال، ومنهم من يوافق أن المعمودية بالتغطيس.. مع خلافات أخرى.
9- لا يؤمنون بالاعتراف ونقصد عدم إيمانهم بالاعتراف على الآباء الكهنة من جهة، لأنهم لا يؤمنون أصلاً بكهنوت البشر، ومن جهة أخرى، لأنهم يرون الاعتراف على الله مباشرة، ويتبع هذا طبعاً، أنهم لا يؤمنون بالتحليل الذى يقرأه الكاهن على رأس المعترف، ولا يؤمنون بسلطان الحل والربط جملة.
10- لا يؤمنون بسر الافخارستيا فى البروتستانتية لا توجد قداسات، ولا ذبيحة إلهية، ولا يؤمنون بإستحالة الخبز والخمر، إلى الجسد والدم الأقدسين، وهكذا لا يوجد تناول من هذه الأسرار المقدسة، وكل ما يفعلونه لتنفيذ وصية الرب (لو 22:19) هو احتفال فى بعض المواسم، فيه كسر الخبز، لمجرد الذكرى، ويدعون ذلك فريضة وليس سراً كنسياً. وهكذا فأنه لا يوجد مذبح فى الكنائس البروتستانتية، لأنه لا توجد ذبيحة... يستثنى من ذلك الانجليكان (الأسقفيين)، فعندهم مذابح وقداسات، ويؤمنون بإستحالة الخبز والخمر إلى الجسد والدم...
على الرغم من اهتمام البروتستانت بالكتاب اهتماماً كبيراً، على الرغم من كلامهم عن (الحق الكتابى)، إلا أننا نأخذ عليهم هنا أمرين هامين :
أ- عدم إيمانهم ببعض أسفار الكتاب مثل طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، وباروخ، وسفر الحكمة، سفرى المكابين، وبعض أجزاء أخرى من الكتاب... واعتبارهم إنها أبوكريفا، وعدم ضمها إلى الكتاب، مثلما تضم فى ترجمة الكاثوليك للكتاب...
ب- لا يتعاملون مع العهد القديم بالاحترام اللائق لكل تعاليمه، كما لو كان السيد المسيح قد نقض الناموس أو الأنبياء، أو اعتبار أشياء جوهرية فى العهد القديم، وكأنها كانت مجرد رموز، وانتهت فى العهد الجديد! فإذا أثبتنا عقيدة بآيات من العهد القديم، لا يقبلون ذلك على اعتبار أنه من العهد القديم! وعلى هذا فإن الخط الذى يفصل بين الرمز والحقيقة الثابتة فى العهد القديم، غير واضح أمامهم أو نختلف نحن معهم فيه...
12- لا يؤمنون بأصوام الكنيسة قد يقبلون الصوم كعمل فردى فى أى وقت، ولكنهم لا يوافقون على أصوام محددة فى مواعيد معينة يصومها كل الشعب، فهم لا يصومون الأربعاء والجمعة، ولا أسبوع الآلام، ولا الصوم الكبير، ولا صوم الميلاد، ولا صوم العذراء، ولا صوم الرسل، ولا باقى الأصوام، كما لا يؤمنون بالصوم النباتى. لا يقبلون قيداً على الإنسان فى أكله وشربه بأية صورة...
13- لا رهبنة فى البروتستانتية لا يوجد نظام الرهبنة، إلا عند الأرثوذكس و الكاثوليك، أما الرهبنة فلا وجود لها فى البروتستانتية، وكل رتب الخدام متزوجون. حتى فى الكنيسة الأسقفية، التى هى فى وضع متوسط بين الكاثوليكية والبروتستانتية، وتؤمن ببعض أسرار الكنيسة، كالكهنوت والأفخارستيا، لا يوجد فيها رهبنة، ولا تبتل، فالأساقفة ورؤساء الأساقفة، متزوجون أيضاً... سمعنا أخيراً عن وجود رهبنة عند بعض الألمان البروتستانت...
14- لا يؤمنون بالصلاة على الموتى فلا يطلبون الرحمة لنفس الميت، ولا النياح له، كل ما يحدث أن يدخل جثمان الميت إلى الكنيسة، لتقرأ بعض الفصول وتلقى العظة، لمجرد تعزية أسرة المتوفى، أو للإستفادة من الموت، ولكن لا يصلون مطلقاً من أجل الميت، ولا يطلبون مغفرة، ولا يسألون الله من أجل أبدية هذا الذى انتقل.
15- لا شفاعة فى البروتستانتية لا يؤمنون بشفاعة الملائكة، ولا العذراء، ولا القديسين، ولا شفاعة الموتى فى الأحياء، ولا الأحياء فى الموتى، لا وساطة إطلاقاً بين الله والناس. وهذا يقود إلى نقطة أخرى، أو تتسبب عنها، وهى:
16- عدم إكرام القديسين لا إكرام للملائكة ولا للقديسين، فلا يحتفلون بأعياد القديسين، كما نفعل نحن، ولا يقرأون فى الكنيسة سنكساراً يشمل سير القديسين، ولا توجد عندهم تماجيد للقديسين، ولا ذكصولوجيات، ولا تذاكيات، ولا صلاة مجمع, ولا إكرام لعظام القديسين، ورفات أجسادهم. وهذه النقطة تقود إلى نقطة أخرى وهى:
17- لا أيقونات ولا صور فى البروتستانتية وقد أخذت (حرب الأيقونات)، دوراً هاماً فى التاريخ، بينهم وبين الكاثوليك. فلا يؤمنون بوجود صور وأيقونات فى الكنيسة، ولا بإيقاد شمعة أمام صورة أحد القديسين، ولا بنذر ينذر على اسمه، فهذا نوع من طلب شفاعة، وهم لا يؤمنون بالشفاعة. وتتعلق بهذا الموضوع نقطة أخرى وهى:
18- عدم بناء الكنائس على أسماء القديسين فلا تبنى كنيسة على اسم ملاك، أو شهيد، أو قديس، ولا تتسمى بإسمه، إنما قد تتسمى الكنيسة، باسم المدينة أو الحىّ، مثل: الكنيسة الإنجيلية بشبرا، أو الكنيسة الانجيلية بأسيوط... أو قد تتسمى الكنيسة باسم فضيلة، مثل: كنيسة الرجاء... ولكنها لا تحمل اسم قديس... أما الأسقفيون فتوجد عندهم كنائس بأسماء القديسين، مثل: كاتدرائية جميع القديسين فى القاهرة مثلاً، أو كاتدرائية سان بول بلندن...
19- الكنيسة كبناء البعض يتطرف فينكر الكنيسة كبناء، على اعتبار أن الله مالئ السماء والأرض، لا يسكن مكاناً، ولكن عموماً توجد كنائس للبروتستانت، ولكنها بلا هياكل، ولا حجاب، ولا تتقيد بمنارات أو قباب، وبلا أيقونات. كل ما فيها، منبر للوعظ ومقاعد، كالجمعيات التى تتخصص فى الوعظ عندنا.
20- لا اتجاه إلى الشرق كنائس البروتستانت لا تتجه إلى الشرق، مثل كنائسنا، كذلك إذا وقفوا للصلاة، لا يتجهون إلى الشرق، بل فى أى اتجاه، حسب موضع كل منهم.
21- لا بخور ولا شموع لا يستخدم البخور فى الكنائس البروتستانتية، ولا يوجد طقس رفع بخور عشية، ولا طقس رفع بخور باكر، ولا تصحب الصلوات ببخور، والمبخرة غير موجودة فى الكنيسة إطلاقاً، كذلك لا توجد شموع، ولا يصحبون قراءة الإنجيل، باضاءة شموع.
22- لا توجد صلاة قنديل (أى صلاة مسحة المرضى)، سواء اعتبرت سراً من أسرار الكنيسة أم لا، هم لا يؤمنون بالأسرار، أو بأية صلاة طقسية، ولا بالصلاة على المرضى، كسر كنسى، فيه تقديس الزيت والدهن به.
23- لا صلوات أجبية لا يؤمنون بالصلوات السبع التى للكنيسة، لا بمواعيدها ولا بمحتوياتها. ولا يلزمون بمبدأ الصلوات المحفوظة عموماً. يصلى كل انسان متى يشاء، وكيفما يشاء. وهذا يقود إلى نقطة أخرى، وهى صلاة (أبانا الذى فى السموات)، لا يستخدمونها فى بدء الصلاة، ولا فى نهايتها، ولا يلتزمون بها إطلاقاً، كما لا يلتزمون مطلقاً بصلاة المزامير، ولا مانع فى بعض الإجتماعات، من أن تردد الصلاة الربانية، باعتبار أنه لا خطأ فى ذلك، ولكن بغير إلتزام.
24- الحكم الألفى ويؤمنون أن السيد المسيح، سيأتى فى آخر الزمان، ويحكم ألف سنة على الأرض، يكون فيها الشيطان مقيداً. ويسود فيها السلام، ويرعى فيها الحمل مع الأسد... ولكن توجد اختلافات بين البروتستانت فى تفاصيل الحكم الألفى.
25- لا يؤمنون بدوام بتولية العذراء بل يعتقدون أنها تزوجت بيوسف النجار، وأنجبت منه بنين، عرفوا باسم "اخوة يسوع" (مت 47:13). ولا يكرمون العذراء، وكثيراً ما يلقبونها باسم "أم يسوع"، ولا يوافقون على عبارة "الممتلئة نعمة" (لو 28:1)، بل يترجمونها "المنعم عليها"، وينكرون صعود جسد العذراء إلى السماء، الأمر الذى يعتقد به الكاثوليك والأرثوذكس، ولا يحتفلون بأى عيد من أعياد السيدة العذراء، وبعضهم يقول عن العذراء إنها "أختنا"!!
26- يؤمنون بحرية العقيدة وتنوعها فكل إنسان له الحق فى أن يعتقد ما يشاء، ويعلم بما يشاء، وينشر ما يشاء من معتقدات، دون سلطة كنسية تمنعه، فهم لا يؤمنون بالسلطة الكنسية، ومن هنا نشأت عشرات المذاهب البروتستانتية، تختلف فيما بينها فى كثير من العقائد، وإن كان يضمها إطار عام فى بعض النقاط. ويقولون أن هذا لون من التعدد Plurality ، يثرى فكر الكنيسة!، وكأنه لا يلزم، أن يكون للكل إيمان واحد (أف 5:4).
27- مواهب الروح القدس كثير من المذاهب البروتستانتية، تؤمن باستمرار موهبة الألسنة، ويعتبرونها دليلاً على الملء بالروح، أو دليلاً على قبول الإنسان للروح القدس، والبعض يقبل وجودها، وانتشارها، ولزومها، ولكن ليس للكل. ولعل هذا واضح جداً فى طائفة الخمسينيين، وفى جماعات الكرزماتيك Chrismatic
28- ينكرون الأبوة الروحية فلا يدعون أحداً أباً، ولا قساً، ولا أسقفاً، معتمدين على فهم خاطئ لقول السيد المسيح للآباء الرسل: "لا تدعوا لكم أباً على الأرض" (مت 9:23). وقد أجبنا على هذه النقطة بتوسع فى كتابنا: الكهنوت...
29- لا يستخدمون رشم الصليب مع أهمية الصليب فى البروتستانتية كوسيلة الرب لفداء البشر، إلا أنهم لا يكرمون الصليب، كما يكرمه الأرثوذكس. لا يوجد عندهم عيد للصليب، كما يوجد عندنا، ولا يبدأون الصلاة برشم الصليب، وباسم الآب والإبن والروح القدس، كما نفعل نحن. ولا ينهونها كذلك. ولا يمسك رعاتهم صلباناً فى أيديهم، لأنه للرشم وللبركة، وهم لا يؤمنون باستخدام الصليب للبركة، ولا بصدور بركة عن الآباء الكهنة، ولا بطريق الرشم. ونشكر الله أن كثيراً منهم يعلقون حالياً صلباناً على الكنائس، وما كانوا يفعلون ذلك من قبل.
30- عقيدة الإختيار وفيها يؤمنون بعقيدة هى: اختيار الله البعض للخلاص، منذ الأزل، وعلى مبدأ النعمة المطلقة، وعلى مبدأ سلطان الله المطلق. وكما يقولون: "أن الله بمجرد مسرته قد اختار منذ الأزل بعضاً للحياة الأبدية... فرز الله لبعض من الناس، وتعينهم بالقضاء الإلهى للحياة الأبدية".