https://copticwave.org Coptic Wave Orthodox Church موقع الموجة القبطية

اليوم الثالث ( الأربعاء ) من الأسبوع السادس من الصوم الكبير

اليوم الثالث ( الأربعاء ) من الأسبوع السادس من الصوم الكبير

موقع الموجة القبطية - طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية  - طقس الكنيسة القبطية - قراءات الصوم الكبير - اليوم الثالث ( الأربعاء )  من الأسبوع السادس من الصوم الكبير  https://copticwave.org - Coptic Orthodox church - Liturgy - Bigfasting Reading
صورة فى موقع الموجة القبطية - طقس الكنيسة القبطية - قراءات الصوم الكبير - اليوم الثالث ( الأربعاء ) من الأسبوع السادس من الصوم الكبير

اليوم الثالث ( الأربعاء ) من الأسبوع السادس من الصوم الكبير

اليوم الثالث ( الأربعاء ) من الأسبوع السادس من الصوم الكبير

لو 11 : 45 - 52 45 فاجاب واحد من الناموسيين و قال له يا معلم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا 46 فقال و ويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحملون الناس احمالا عسرة الحمل و انتم لا تمسون الاحمال باحدى اصابعكم 47 ويل لكم لانكم تبنون قبور الانبياء و اباؤكم قتلوهم 48 اذا تشهدون و ترضون باعمال ابائكم لانهم هم قتلوهم و انتم تبنون قبورهم 49 لذلك ايضا قالت حكمة الله اني ارسل اليهم انبياء و رسلا فيقتلون منهم و يطردون 50 لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الانبياء المهرق منذ انشاء العالم 51 من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح و البيت نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل 52 ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة ما دخلتم انتم و الداخلون منعتموهم + + + إذ أبرز خطورة الرياء ومحبَّة المال وحب الكرامات الزمنيَّة على الحياة الروحيَّة الداخليَّة، وجَّه حديثه نحو ناموسي ليُحذره من فكره الحرفي الناموسي، الذي بلا روح، إذ يقول الإنجيلي: "فأجاب واحد من الناموسيِّين، وقال له: يا معلِّم، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضًا. فقال: وويل لكم أنتم أيضًا أيها الناموسيِّون، لأنكم تُحمِّلون الناس أحمالاً عسرة الحمل، وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم" [45-46]. يرى القدِّيس كيرلس الكبير أنه كان يليق بهذا الناموسي إذ سمع كلمات المخلِّص وشعر أنها تمس ضعفاته، أن يأتي بروح التواضع مقدِّما التوبة، كمريضٍ يطلب الشفاء من الطبيب، قائلاً: اِشفني يا رب فأُشفَى، خلِّصني فأخلُص" (إر 17: 14)... لكن هذا الناموسي تقدَّم للمخلِّص يتهمه أنه بهذا الحديث عن الفرِّيسيِّين يشتم الناموسيِّين أيضًا، وكأنه قد ثار لكرامته عوض طلب الخلاص من ضعفاته. لقد اِشترك الفرِّيسيُّون مع الناموسيُّين في كثير من الأخطاء. كان الفرِّيسيُّون يعتزلون الشعب كطبقة دينيَّة أرستقراطيَّة، أما الناموسيُّون فيحسبون أنفسهم معلِّمي الناموس، يجاوبون على الأسئلة الخاصة بالناموس أو الشريعة. وقد حمل الفريقان روح العجرفة والكبرياء، ولهم صورة التقوى دون روحها. كشف السيِّد المسيح عن جراحات الناموسيِّين بقوله: "ويل لكم أيها الناموسيُّون، لأنكم تُحمِّلون الناس أحمالاً عسرة الحمل، وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم" [46]. يقول القدِّيس كيرلس السكندري: [كان الناموس بالنسبة للإسرائيليِّين محزنًا كما اِعترفوا، وقد عرف التلاميذ اللاهوتيُّون ذلك، إذ انتهروا الذين سعوا لإرجاع الذين آمنوا إلى الطقوس الناموسيَّة، قائلين: "فالآن لماذا تجُرِّبون الله بوضع نيرٍ على عنق التلاميذ لم يستطع آباؤنا ولا نحن إن نحمله؟" (أع 15: 10)... وقد علِّمنا المخلِّص نفسه ذلك، إذ صرخ قائلاً: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. اِحملوا نيري عليكم وتعلَّموا منِّي، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لأنفسكم" (مت 11: 28-29). إذن يقول بأن الذين تحت الناموس هم تعابى وثقيلوا الأحمال، بينما يدعو نفسه وديعًا لأنه ليس في شخصه شيئًا من الناموس. وكما يقول بولس: "من خالف ناموس موسى، فعلى شاهديْن أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة" (عب 10: 28). إذن ويل لكم أيها الناموسيُّون- كما يقول- لأنكم تُحمِّلون من هم تحت الناموس أحمالاً عسِرة الحمل، وأنتم لا تمسُّون الأحمال. لأنهم بينما يأمرون بالتزام حفظ وصايا موسى بلا كسر للوصيَّة، ويحكمون بالموت على من يستهين بها، إذا بهم لا يُبالون بتحقيق أصغر الوصايا الهيِّنة. وإذ كان ذلك أمرًا عاديًا قال الحكيم بولس موبِّخًا إيَّاهم: "هوذا أنتَ تُسمَّى يهوديًا، وتتكل على الناموس، وتفتخر بالله، وتعرف مشيئته، وتميِّز الأمور المتخالفة متعلِّمًا من الناموس، وتثق أنك قائد للعميان ونور للذين في الظلمة، ومهذب للأغبياء، ومعلِّم للأطفال، ولك صورة العلم والحق في الناموس، فأنت إذًا الذي تعلِّم غيرك ألست تعلِّم نفسك؟ الذي تكرز ألا يُسرق أتسرق؟ الذي تقول أن لا يُزني، أتزني؟ الذي تستكره الأوثان، أتسرق الهياكل؟ الذي تفتخر بالناموس، أبتعدِّي الناموس تُهين الله؟" (رو 2: 17-23). فإن المعلِّم يُحتقر وتسوء سمعته حينما يكون سلوكه غير متَّفق مع كلماته.] يُعلِّق الأب ثيوفلاكتيوس على كلمات السيِّد ضد الناموسيِّين، قائلاً: [بحق قيل أنهم لا يريدون أن يلمسوا أحمال الناموس بإحدى أصابعهم، بمعنى أنهم لا يُتمِّمون أقل نقطة في الناموس، بينما يظهرون كمن يحفظونه ويسلِّمونه محفوظاً للآخرين، فهم يسلكون على نقيض آبائهم بدون إيمان وبغير نعمة المسيح.] يقول القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص: [أنهم قضاة قاسون على الخطاة مع أنهم مصارعون ضعفاء، يحمِّلون أثقال وصايا الناموس وهم واهنون في حملها، لا يرغبون في الاقتراب إليها أو لمسها خلال الحياة الجادة.] لم يقف أمر الناموسيِّين عند التمسُّك بالحرف القاتل دون روح الوصيَّة، فجعلوا من الناموس ثقلاً يئن تحته البشر، بينما يجدون لأنفسهم مبرِّرات للهروب حتى من لمس أصغر الوصايا. لم يقفوا عند حدّ الادعِّاء بالمعرفة والتعليم دون الممارسة للحياة الفاضلة، لكنهم صنعوا ما هو أيضًا مرّ وقاسي، فإنهم يبنون قبور الأنبياء ويزيِّنونها، لينالوا مجدًا من الناس. وهم لا يدركون أنهم بهذا يشهدون على أنفسهم أنهم أبناء قتلة الأنبياء، يكملون عمل آبائهم. بقتل الوارث نفسه أو المسيَّا المخلِّص، ما حدث في الماضي يرتبط بالحاضر والمستقبل إذ كان الصليب حاضرًا في عيني السيِّد، ويرى أياديهم تمتد لسفك دمه البريء. بهذا يشترك معاصرو السيِّد المسيح في جريمة آبائهم الخاصة بقتل جميع الأنبياء من دم هابيل إلى دم زكريَّا الذي أُهُلك بين المذبح والبيت. يقول القدِّيس كيرلس الكبير: [آباؤهم قتلوا الأنبياء، وإذ آمنوا أنهم أنبياء قدِّيسون صاروا قضاه ضد الذين قتلوهم. لقد صمَّموا أن يكرموا الذين حُكم عليهم بالموت، وبتصرُّفهم هذا أدانوا من أخطاؤا . ولكن الذين أدانوا آباءهم على جرائمهم القاسية كانوا في طريقهم أن يرتكبوا جرائم مشابهة، بل وأبشع منها، إذ قتلوا رئيس الحياة، مخلِّص الجميع، وأضافوا إلى جريمة قتلهم له جرائم أخرى. فقد أُقتيد استفانوس للموت، ليس لاتهامه بشيء دنيء، وإنما لأنه نصحهم وتحدَّث معهم ممَّا ورد في الكتب الموحَى بها. وجرائم أخرى ارتكبت بواسطتهم ضد كل قدِّيس كرز بالإنجيل رسالة الخلاص. هكذا برهن الناموسيُّون والفرِّيسيُّون بكل طريقة أنهم مبغضو الله ومتكبِّرون ومحبَّون للملذَّات أكثر من حبِّهم الله، وبكل وسيلة يكرهون الخلاص لأنفسهم، لذلك أضاف السيِّد كلمة " الويل" لهم على الدوام.] يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم: [لم يُصلح حال اليهود خلال الأخطاء الماضيَّة، بل عندما رأوا الآخرين يخطئون ويعُاقَبون لم ينصلحوا إلى ما هو أفضل، بل ارتكبوا مثلهم نفس الأخطاء، ومع ذلك فلا يُعاقب إنسان على خطايا الآخرين.] بمعنى آخر لا يستطيعون أن يقدِّموا عُذرًا بعدم مسئوليَّتهم عمَّا فعله آباؤهم، لأنهم وإن كانوا لا يُدانون على ذلك فهم يرتكبون ذات شرّ آبائهم. ماذا يعني بقوله: "من دم هابيل إلى دم زكريَّا، الذي أهُلك بين المذبح والهيكل" [51]؟ في عصر القدِّيس جيروم وُجد ثلاثة آراء من جهة زكريَّا هذا، إما زكريَّا النبي أحد الأنبياء الصغار، أو زكريَّا والد يوحنا المعمدان، أو زكريَّا بن يهوياداع (1 أي 14: 21)، وقد رجَّح القدِّيس الرأي الثالث. أما القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص فيرى أنه زكريَّا والد يوحنا المعمدان. فإن أخذنا برأي القدِّيس جيروم والذي يرجِّحه كثير من الآباء، فإن هابيل قُتل في الحقل بينما قتل زكريَّا في ساحة الهيكل. وكأن دماء الشهداء التي بذُلت ظلماُ قد ملأت الأماكن العامة كما في داخل مقدَّسات الرب نفسه. أيضًا إن صح اعتبار هابيل ليس بكاهن بينما كان زكريَّا كاهنًا، فإن الشهداء قد اِنضم إلى صفوفهم من كان من الشعب، وأيضًا من كان من الكهنة! يختم السيِّد المسيح ويلاته للناموسيِّين بقوله: "ويل لكم أيها الناموسيُّون، لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة، ما دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم" [52]. يقول القدِّيس أمبروسيوس: [ينتهر الرب اليهود، ويعلن أنهم مستحقُّون الدينونة العتيدة، لأنهم بينما أخذوا على عاتقهم تعليم المعرفة الإلهيَّة للآخرين إذ بهم يعوقونهم، لأنهم هم أنفسهم لا يعترفون بما يُعلِّمون به.] يقول القدِّيس كيرلس الكبير: [الذين يبحثون في الكتب المقدَّسة، ويعرفون إرادة الله، إن كانوا أناسًا فاضلين وغيورين على صلاح الناس، ومهرة في قيادتهم قيادة سليمة في كل أمر عجيب، يكافئون بكل بركة إن تمَّموا واجباتهم بغيرة. هذا ما يؤكِّده المخلِّص بقوله: "فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيِّده على خدَمِه ليعطيهم الطعام في حينه، طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هذا، الحق أقول لكم أنه يُقيمه على جميع أمواله" (مت 24: 45-47). أما إن كان متراخيًا ومهملاً ومعثرًا لمن هم في عهدته، فينحرفون عن الطريق المستقيم، مثل هذا يكون بائسًا ويسقط في خطر العقوبة بلا رجاء. مرَّة أخرى يقول المسيح نفسه: "من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يُعلَّق في عنقه حجر الرحي ويغُرَّق في لُجَّة البحر" (مت 18: 6). هكذا برهن المسيح للذين حسبوا أنفسهم مهرة في الناموس أنهم يرتكبون أخطاء جسيمة كهذه، أقصد بهم الكتبة والناموسيِّين. إذا قال لهم "ويل لكم أيها الناموسيِّين لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة..." نفهم مفتاح المعرفة أنه الناموس ذاته، والتبرير بالمسيح أقصد الإيمان به. فمع كوْن الناموس ظلاً ورمزًا، فإن هذه الظلال تشكِّل لنا الحق وهذه الرموز تصوِّر لنا سرّ المسيح بطرق متعدِّدة... فإن كل كلمة في الكتاب المقدَّس الإلهي الموحَى به تنظر إليه وتشير نحوه... فكان من واجب الذين يُدعون ناموسيِّين بكونهم يدرسون ناموس موسى وعارفين لكلمات الأنبياء القدِّيسين، أن يفتحوا أبواب المعرفة لجماهير اليهود. لأن الناموس يقود البشر إلى المسيح وإعلانات الأنبياء التقويَّة تقود إلى التعرُّف عليه... لكن هؤلاء الذين دُعوا ناموسيِّين لم يفعلوا ذلك، بل على العكس أخذوا مفتاح المعرفة الذي به يُفهم الناموس والإيمان المُحق بالمسيح، لأنه بالإيمان معرفة الحق، كما يقول إشعياء "إن لم تؤمنوا فلا تفهموا" (إش 7: 9)... لقد أخذوا مفتاح المعرفة، إذ لم يسمحوا للناس أن يؤمنوا بالمسيح مخلِّص الجميع.] أخيرًا إذ فضح الرب جراحات الكتبة والفرِّيسيِّين ابتدءوا "يحنِقون جدًا ويصادرونه على أمور كثيرة. وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئًا من فمه ليشتكوا عليه" [53-54]. لقد أراد لهم الشفاء من جراحات النفس الداخليَّة، لكنهم في جهالة اِزدادوا مقاومة خلال قسوة القلب إذ حنقوا جدًا، وفساد الإرادة، إذ صاروا "يصادرونه"، وخلل العقل إذ صاروا يراقبونه بكل فكرهم ليقتنصوا له خطأ من فمه. يهذا أعلنوا بالأكثر فسادهم الداخلي عاطفيًا وإراديًا وفكريًا.

قراءات الصوم الكبير

قراءات الصوم الكبير

خدمات الموجة القبطية